عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

مسؤول سابق لحلف الناتو لـ «تحيا مصر»: ترامب سيقلل من التزاماته تجاه الناتو.. والبيئة الأمنية الأوروبية أصبحت أكثر خطورة

 جيمي شيا
جيمي شيا

أكد جيمي شيا، نائب الأمين العام المساعد السابق للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن من المرجح أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض الدعم العسكري الأمريكي لكييف، ويترك للأوروبيين تحمل العبء الرئيسي، مشيراً إلى أن زعيم البيت الأبيض قد يستخدم ورقة الانسحاب من الناتو كتهديد لإجبار الحلفاء الأوروبيين على إنفاق المزيد للحلف العسكري.

ترامب والتلويح بورقة الانسحاب من الناتو

ومع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير من الشهر الجاري، تتزايد المخاوف من قبل دول الأعضاء في التكتل العسكري حول سياسة ترامب المستقبلية تجاه حلف الناتو "شمال الأطلسي" الذي أطلق سلسلة من التهديدات خلال حملته الانتخابية ضد الحلف العسكرى والتلويح بالانسحاب في سبيل الضغط على دول الأعضاء من أجل زيادة هامش الإنفاق الدفاعى. حيث بولندا هي الدولة الأكثر إنفاقًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.12%، تليها إستونيا بنسبة 3.43% والولايات المتحدة بنسبة 3.38%.

دونالد ترامب

كما سبق وأكد ترامب أنه سيشجع الروس على فعل "كل ما يريدون" لأي أعضاء في الناتو لا يدفعون فواتيرهم. وبعد إعادة انتخابه في نوفمبر، أوضح ترامب أنه يريد زيادة هذه الفواتير، وأصر في مؤتمر صحفي في 7 يناير على أن 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي يجب أن يكون هدف الإنفاق الدفاعي الجديد لحلف الناتو. 

وقراءة أكثر بشأن سياسات ترامب المستقبلية حول حلف الناتو وعما إذا كان سينفذ بالفعل تهديداته وسينسحب من التكتل العسكري أجرى موقع تحيا مصر حوار مع جيمي شيا، نائب الأمين العام المساعد السابق للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو والذي كشف عن نوايا ترامب تجاه حلف شمال الأطلسي.

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر:لا يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب وهو ليس من محبي حلف الناتو 

وعند سؤاله حول ما إذا كانت ستواصل الولايات المتحدة دعمها لحلف الناتو خلال ولاية ترامب قال جيمي شيا، نائب الأمين العام المساعد السابق للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو في تصريحات خاصة:" لا يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب، لذا فإن إجراء تخمينات قوية حول ما سيفعله خلال فترة ولايته الثانية كرئيس أمر صعب، لكن على الرغم من انتقاده لحلف شمال الأطلسي خلال فترة ولايته الأولى، فإنه لم ينسحب منه. في الواقع، زعم ترامب أنه جعل حلف شمال الأطلسي أقوى، واتفاقًا أفضل للولايات المتحدة، من خلال إجبار الحلفاء الأوروبيين على زيادة إنفاقهم الدفاعي وأخذ التزاماتهم في الناتو على محمل الجد. كما أقنع حلف شمال الأطلسي بمواجهة التحدي الاستراتيجي الذي تمثله الصين، والذي كان دائمًا من أولويات ترامب". 

 جيمي شيا نائب الأمين العام المساعد السابق للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو

وأضاف :"  ترامب ليس من محبي حلف شمال الأطلسي والمنظمات الدولية المتعددة الأطراف بشكل عام، ويفضل العلاقات الثنائية القائمة على المعاملات حيث يمكنه تأكيد القوة والنفوذ الأميركيين بشكل أفضل. ولكن من المأمول أن يستمر مستشاروه في إقناعه بعدم القيام بأي شيء متهور، مثل انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، وسوف يؤدي المستوى المتزايد للإنفاق الدفاعي الأوروبي (23 من أصل 32 حليفاً في حلف شمال الأطلسي اليوم إلى إنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع) إلى تفاقم هذه المشكلة. مما يجعل من الصعب على ترامب أن يقول إن الولايات المتحدة تدفع تكاليف حلف شمال الأطلسي بأكمله. ولكن هناك أيضًا عدد أقل من مؤيدي الناتو بين الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي منذ انتخابات نوفمبر، وعدد أقل من المتخصصين في السياسة الخارجية من ذوي الوزن الثقيل في حكومة ترامب، حيث الولاء غير المشروط للرئيس هو الاعتبار الأكثر أهمية". 

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر: على أوروبا إقناع ترامب بالنظر إلى الناتو باعتباره تحالفًا يساعد أمريكا على الاحتفاظ بمكانتها العالمية كقوة عظمى

وأوضح المسؤول السابق في حلف الناتو في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر إنه:" لذا فإن حلف شمال الأطلسي يشعر أنه بما أن الدور الأمريكي لم يعد من الممكن اعتباره أمرا مفروغا منه، فقد أصبح فجأة قاتلا. سيتعين على العشرات من السياسيين الأوروبيين عبور المحيط الأطلسي لمحاولة إقناع الرئيس بالنظر إلى الناتو بشكل أكثر إيجابية باعتباره تحالفًا يفيد الولايات المتحدة أيضًا، ويساعد الولايات المتحدة على الاحتفاظ بمكانتها العالمية كقوة عظمى".

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر:من المرجح أن يخفض ترامب الدعم العسكري الأمريكي لكييف ويترك للأوروبيين تحمل العبء الرئيسي

وحول أكبر مخاوف حلف الناتو التى قد يواجهها خلال ولاية ترامب قال الأمين العام المساعد السابق للتحديات الأمنية الناشئة في الناتو أن:" القضية الأكثر إلحاحا تتعلق بأوكرانيا. ومن المرجح أن يخفض ترامب الدعم العسكري الأمريكي لكييف، ويترك للأوروبيين تحمل العبء الرئيسي. وسيحاول إجبار أوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيكون راغباً وقادراً على الضغط على بوتين لتقديم تنازلات حتى يتحقق سلام حقيقي ودائم، بدلاً من وقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا. ويخشى الأوروبيون أن يؤدي السلام الهش الذي لا يحظى بدعم الأميركيين إلى تحميلهم المسؤولية الصعبة المتمثلة في توفير الضمانات الأمنية لكييف فضلاً عن تحمل تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا". 

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر:ترامب قد يقلل من التزامه تجاه الناتو والاستثمار في الأمن الأوروبي

وأضاف شيا المسؤول السابق فى الناتو أنه:" قد تبرز روسيا بعد ذلك باعتبارها تهديداً أمنياً خطيراً لحلف شمال الأطلسي في نفس اللحظة حيث تعمل الولايات المتحدة على خفض مساهمتها العسكرية في الدفاع الجماعي للحلف. وبدلاً من الانسحاب من الناتو، فإن القلق الحقيقي لدى إدارة ترامب الثانية هو أنها ستقلل من التزامها اليومي تجاه الناتو والاستثمار في الأمن الأوروبي. فيما يتعلق بتخفيض القوات الأمريكية في أوروبا، وإغلاق القواعد وإرسال عدد أقل من السفن والطائرات والقوات الأمريكية إلى أوروبا للمشاركة في تدريبات الناتو. وقد تقوم أيضاً من جانب واحد بتخفيض حصتها في ميزانيات الناتو المشتركة".

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر: البيئة الأمنية الأوروبية أصبحت أكثر خطورة

وعند سؤاله عما إذا  هناك إمكانية أن تنسحب الولايات المتحدة من حلف الناتو خلال لاية ترامب بسب عدم التزام الدول فى التكتل بتعهداتها المالية قال المسؤول السابق في حلف الناتو في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أنه:" من المؤكد أن ترامب سيستخدم هذا كتهديد لحمل الحلفاء الأوروبيين على إنفاق المزيد. لقد كان هذا التكتيك ناجحًا بالنسبة له خلال فترة ولايته الأولى. وقال أيضًا إن الولايات المتحدة لن تدافع إلا عن الحلفاء الذين ينفقون 2٪ من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع والوفاء بالتزاماتهم في الناتو. وهذا يشكل ضغطًا إضافيًا على الحلفاء. ويطالب ترامب الآن بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الرغم من أن هذا الرقم لا تزال الولايات المتحدة بعيدة عن تحقيقه (3.3%). لكن الوضع مختلف هذه المرة حيث أن العديد من الزعماء الأوروبيين يدعون أيضاً إلى زيادة الإنفاق الدفاعي (على سبيل المثال 3% من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر) ليس فقط بسبب الضغوط الأمريكية ولكن أيضاً لأن البيئة الأمنية الأوروبية أصبحت أكثر خطورة. وقد تجاوزت بولندا 4%، وأعلنت ليتوانيا للتو هدف 5% إلى 6%. ويُنظر إلى هذه المستويات على أنها ضرورية للسماح لأوروبا بمساعدة حلف شمال الأطلسي في الوقت الذي تقوم فيه بتحديث قواتها المسلحة وإعادة تخزين احتياطياتها من المعدات، والتي تم إرسال الكثير منها إلى أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية"

مسؤول سابق في حلف الناتو لـ تحيا مصر: على أوروبا أن تتبني عقلية الحرب حتى تتمكن من زيادة استعدادها وقدرتها على الصمود

واختتم خلال حديثه مع موقع تحيا مصر:" ليس ترامب، بل السياسيون والقادة العسكريون الأوروبيون (بما في ذلك في دول مثل ألمانيا والسويد) هم الذين حذروا علنًا من حرب محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وقال آخرون إن أوروبا ليست في حالة حرب بعد ولكنها ليست في سلام أيضاً، ويتعين عليها أن تتبنى "عقلية الحرب" حتى تتمكن من زيادة استعدادها وقدرتها على الصمود. ولذلك أتوقع أن تتبنى قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي في يونيو المقبل هدفاً جديداً للإنفاق الدفاعي يبلغ 3 أو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي. وسواء كان ترامب سيكون راضيا عن ذلك، فسيتعين علينا أن ننتظر ونرى".

تابع موقع تحيا مصر علي